', {'anonymize_ip': true, 'store_gac': false, 'cookie_expires': 13 * 30 * 24 * 60 * 60});', {'anonymize_ip': true, 'store_gac': false, 'cookie_expires': 13 * 30 * 24 * 60 * 60});
ابو اسماعيل المصرى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ابو اسماعيل المصرى

كل ما يهم المسلم فى امور حياته
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الشيخ عز الدين القسام.. لماذا الإجماع على قيادته?.... الجزء الثانى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابوحبيبه
Admin
ابوحبيبه


المساهمات : 215
تاريخ التسجيل : 08/04/2008
العمر : 37

الشيخ عز الدين القسام.. لماذا الإجماع على قيادته?.... الجزء الثانى Empty
مُساهمةموضوع: الشيخ عز الدين القسام.. لماذا الإجماع على قيادته?.... الجزء الثانى   الشيخ عز الدين القسام.. لماذا الإجماع على قيادته?.... الجزء الثانى I_icon_minitimeالأحد 20 أبريل 2008, 4:22 am

ثورة القسّام

قامت ثورة القسّام في هذه السنة الحالكة, سنة انعدام الوزن القيادي, وسنة اليأس الشعبي الذي بلغ حداً كبيراً.

كان جلياً بالنسبة إلى أهل حيفا والشمال أن القسّام قد ابتدأ بتهيئة المناخ الجهادي منذ أوائل العشرينيات, لكنه ليس من المعروف متى ابتدأ بتدريب المجاهدين على استعمال السلاح, فالتفاصيل عن تنظيمه السري لم يعرف إلا القليل منها; أما اسم التنظيم فلم يعثر عليه أحد لأن الشيخ القسّام لم يطلق على تنظيمه اسماً معيناً, غير أن الصحافة والمؤرخين أطلقوا بدورهم تسميات عدة, منها: القسّاميون; جماعة القسّام; عصبة القسّام.

ضمت الخلية الجهادية ـ بداية ـ خمسة أشخاص أو أقل, وقد تألفت على نمط حلقات الأرقم ابن أبي الأرقم, كما روى المجاهد القسّامي صبحي ياسين في كتابه (الثورة العربية الكبرى في فلسطين) (1959), ذكر أن العصبة كانت تضم خمس وحدات منظمة مختلفة المهمات; كان حسن الباير والشيخ نمر السعدي من قادة الوحدة الأولى (وحدة السلاح); وكانت الوحدة الثانية (وحدة التدريب العسكري) بإشراف ضابط سابق في الجيش العثماني; وكان ناجي أبو زيد من أعضاء الوحدة الثالثة (وحدة الاستخبارات ومراقبة الخطط السرية للانجليز واليهود), أما معظم أعضاء هذه الوحدة فكانوا من العمال في المصالح الحكومية ودوائر البوليس والمنشآت اليهودية; وأما الوحدة الرابعة (وحدة العلماء) فكانت مهمتها الأولى الدعوة إلى الجهاد الديني في المساجد, وكان الشيخ القصاب موجهاً لها; ثم كانت الوحدة الخامسة وحدة (الاتصالات السياسية). وأما عن عدد القسّاميين في حياة القسّام فلا يبدو أنه قد تجاوز المائتين. وأما عن القيادة العليا فلم تكن للقسّام وحده, بل كانت قيادة جماعية من اثني عشر عضواً.

وهكذا يتضح أن عصبة القسام قامت على جناحين رئيسيين, هما جناح العمال والفلاحين, وجناح العلماء, وكان معروفاً عن الشيخ القسّام ليس استقطابه للبسطاء والفقراء فقط, ولكن أيضاً للمنحرفين منهم, فكان يعمل على توجيههم وإرشادهم وتدريبهم بيديه. وليس من شك في أن القسّاميين استفادوا من طبيعة مهنهم الشعبية للتغلغل بين الناس وبث الدعوة الجهادية, فقد كان منهم الحجّار والحدّاد والفحّام والسمكري وبيّاع الكاز والحمّال والحارس والفرّان والبائع المتجول والصيّاد.

انطلقت العمليات القسّامية سنة 1931, ولم تكن كثيرة في عددها, بقدر ما كانت مفاجئة لحكومة الانتداب وللوكالة اليهودية, فراحت السلطات تتابعها في منتهى الدقة, ولم يشتهر بوليس في فلسطين كلها كما اشتهر حليم البسطة الموكل بتتبع (القساميين) في مدينة حيفا. أما أبرز العمليات فكانت في ليلة 22 ديسمبر سنة 1932, حين ألقيت قنبلة على منزل يوسف يعقوبي في مستعمرة نحلال في الشمال في مرج ابن عامر, وأدت الى جرح الرجل وابنه, وإلى وفاتهما فيما بعد; وكان يعقوبي (مدير سجن ظالما) كما أخبرني موسى حوراني يوم قابلته سنة 1987. الواقع أنني أجريت العديد من المقابلات مع أصدقاء القسّام ورجاله خلال مرحلتين, الأولى في أوائل السبعينيات, والثانية في أواسط الثمانينيات من القرن العشرين, ولكني أكتفي هنا بمقتطفات من شهادة المحامي حنا عصفور, وهو من لم يكن ليمر في بالي حين ذهبت لمقابلته سنة 1973 لأسأله عن القضاء في فلسطين, أنه كان أحد المحامين الذين دافعوا عن رجال القسّام. قال:

(أنا حضرت دروساً لمعلمنا الشيخ القسّام. استمعت إليه يتحدث. وراقبته وهو يزورني في مكتبي, المرة تلو المرة, إثر اعتقال شباب عملية نحلال. كان كثير الصمت, قليل الكلام. لم يقل مرة, هؤلاء المعتقلون, أعرفهم, او أنهم معي. ولكني عرفت ذلك من تكرار زياراته).

(وعرفت الشيخ القسّام أكثر, وأنا أستمع الى رجاله الذين دافعت عنهم, وهم بين جدران السجون يتحدثون عنه. (إن عظمة القسّام في أنه أوحى الى كل من حوله, في حديثه وسلوكه وتعاليمه, بأن التعلم فرض كالعبادة).

(كان مدرّساً محبباً إلى تلاميذه, وكانوا يهرعون إلى دروسه, وهم يخشون أن تفوتهم منه كلمة واحدة. كان لا يتهاون مع الخطأ, ولكن, دون قسوة).

(القسّام كان قليل الكلام وكثيره في آن, فالقليل الذي يتفوه به كان يترك أثراً في نفس السامع, فلا ينساه أبدا. وكان القسّام كتوماً).

(كان مع وضوحه وصراحته يوحي إلى السامع بأنه جبل من الأسرار).

هذا الجبل من الأسرار هوى يوم استشهد صاحبه; ولعل آخر الأسرار كان يوم مغادرة القسّام وصحبه لحيفا ذات ليلة خريفية بعد صلاة العشاء, فقد أحيطت مغادرتهم بالكتمان الشديد, وكان عدد المجموعة ستة عشر رجلاً, إلا أنهم لم يكملوا كلهم نحو أحراش يعبد, فقد كان عددهم يوم المعركة, تسعة مجاهدين.

فجر العشرين من نوفمبر أحاطت قوة من البوليس قرية الشيخ زيد شمال يعبد, حيث اعتقد البوليس أن القسّام وجماعته قد اختبأوا, وفي البلاغ الرسمي أنه تم تبادل إطلاق النار, واستمرت المناوشات نحو ثلاث ساعات انتهت في العاشرة صباحاً بمقتل أربعة أو خمسة, وباعتقال خمسة آخرين, أحدهم مصاب بجراح خطرة, كما قتل شرطي إنكليزي واحد وأصيب آخر بجراح. أما مجموع ما استولى عليه البوليس من أسلحة فكان تسع بنادق وبندقية صيد وبندقية سريعة الطلقات وكمية من الذخيرة (عن البلاغ الرسمي).

وعن الصحافة العربية أن طائرة كانت تحلق لمساعدة البوليس في اكتشاف المكان, وأن أفراداً من البوليس العربي وضعوهم في مقدمة قوات البوليس لثقة الإنجليز بأن القسّام لن يأمر بإطلاق نار على بوليس عربي, وهذا ما حصل فعلاً. أما حين دعاهم فرد من هؤلاء للاستسلام فقد رد عليه القسّام بقوله: (إننا لن نستسلم, إن هذا جهاد في سبيل الله والوطن). وتلفت إلى رفاقه قائلاً: (موتوا شهداء).

أسفرت هذه (المعركة) غير المتكافئة عن استشهاد القسّام والزيباوي والمصري, وعن جرح الشيخ نمر السعدي, وأسر حسن باير وأحمد الحاج وعربي البدوي ومحمد اليوسف, واعتبر أسعد مفلح الحسين مفقوداً.

من المستغرب أن المؤرخين اختلفوا في أسباب قيام ثورة القسّام, وقد ذكروا أسباباً متعددة, أما الحقيقة فهي أن القائد المجاهد ما خرج قبل الأوان, كما صوره البعض, ولكن قبل فوات الأوان.

عصبة القسام

مع كل الأهازيج الشعبية والأناشيد وحكايات الأطفال التي تتغنى بالقسّام, والهالة الجهادية والمحبة الشعبية التي تحيط بالقسّام, ومع إطلاق اسمه على تنظيم جهادي معاصر هو (كتائب القسّام), فالشيخ ما نال حتى الآن إلا بعضاً مما يستحقه من دراسات تاريخية تحليلية.

معظم الكتابات عن القسّام تناول سيرته الذاتية, أو تناول مسيرة (عصبة القسّام) من بعده, وهي التي يعود الفضل إليها في إشعال الثورة الكبرى في مرحلتيها الأولى والثانية, أي سنة 1936, وسنة 1937; أما الأسئلة الكبرى بشأن أهمية القسّام في تاريخ فلسطين, وبشأن طبيعة العلاقة بينه وبين الحاج أمين, فكان أسوأ ما تعرضت له هو انجذابها بين نهجين لا يلتقيان:

الأول نهج جماعة المفتي, أو رجال المفتي الذين صبوا جهودهم للتفتيش عن جماعات أو أفراد خططوا للمقاومة بالسلاح أو فكروا بذلك, وكانت غاية هؤلاء إثبات أن القسّام لم يكن أول من اختط الكفاح المسلح درباً; كما أن القسّام برأيهم ما كان ممكناً له أن يتخطى مكانة المفتي, ولذلك, فهو قد طلب من المفتي المشاركة بالثورة, ولكن المفتي رفض بقوله له أن أوان الثورة لم يحن بعد.

والثاني نهج القسّاميين الذين استمروا على خطى قائدهم, قليلي الكلام إلا حين يُسألون, قليلي الكتابة إلا حين يُضطرون للرد على افتراءات معينة. صحيح أن المقابلات التي أجراها عدد من الكتاب مع (قسّاميين) ومع أفراد من عائلة القسّام أنتجت كتابات جيدة, لكنها بالمقارنة مع أهمية القسّام الحقيقية لا تعدو في مجموعها من أن تكون مقدمات لما يجب أن ينشر ويقرأ عن القسّام, ولا أستثني كتاباتي التي نشرتها عنه من هذا التحليل.

وأما في ختام صفحاتنا هذه فأود أن أقول إنه كان من حسن حظي أنني قابلت سماحة الحاج أمين عدة مرات في حياتي, وأهمها بالنسبة لي لما قابلته ما بين سنتي 1972 و 1973, وأنا أعد لرسالة الدكتوراه. سرعان اكتشفت أن المفتي, رحمه الله, كان في واد, بينما كان أتباعه في واد آخر فيما يتعلق بالقائد القسّام. سألته عنه أكثر من مرة, وفي إحدى المرات دمعت عيناه وهو يتحدث عنه حديث الأخ المحب, وحديث زعيم البلاد الذي يعرف قدر رجل كالقسّام أكثر من أي إنسان سواه, وذلك لكون المفتي نفسه لم يكن زعيماً عادياً بل زعيماً قديراً يعرف أسرار فلسطين وقادتها.

ولا تسمح هذه الصفحات المعدودة بسرد التفاصيل, لكنني أرد بإيجاز على (جماعة المفتي) بالقول إنه من المنطقي أن يقابل القسّام المفتي في أي وقت, لكنه من غير المنطقي ولا من الطبيعي أن يطلب رجل ثائر كالقسّام من زعيم كان في تلك المرحلة يؤثر الابتعاد حتى عن الرئاسة التقليدية, الإقدامَ على قيادة ثورة, أو حتى المشاركة في قيادتها.

وإنني أعتقد أن كلاً من الرجلين الكبيرين فهم الآخر, وعرف قدره وأهميته في تقرير مصير فلسطين, وأن كلاً منهما أكمل الآخر بشكل أو بآخر.

ذكرنا من قبل أن المفتي قال يوماً: (أنا لست ممن يتورطون), ونضيف عنه أنه أيضاً ليس ممن يبادرون, إلا حين تكتمل مختلف العوامل وتتضافر بحكم طبيعة الأمور. وهكذا عندما اكتملت مختلف العوامل, لبى الحاج أمين نداء المجتمعين في مؤتمر اللجان القومية في القدس في 7 مايو 1936, وارتضى أن يترأس اللجنة العربية العليا, وأن يقود الثورة الكبرى, وفي خضم هذه الثورة لم يتردد لحظة في أن يحتضن القسّاميين, والحق أنهم كانوا وقود الثورة الدائم.

سر القسّام

سر الإجماع على قيادة القسّام هو في قدرته الفائقة على الجمع بين شخصية العالِم الديني الذي لا حدود لاستغراقه في شئون الدين والتعليم بالإرشاد والخطبة والحوار والتعامل اليومي, وبين شخصية الثائر الصلب الذي لا حدود لشجاعته.

والسر في احترام القسّام للإنسان, كائنا من يكون, كان يحترم حتى اللص والسارق, وكانت لديه المقدرة على تحويل المنحرف إلى مجاهد ثائر.

والسر في فهمه العميق لتطلعات الشباب وآمالهم وأمانيهم, كان يريدهم سعداء أحراراً طلقاء شرفاء, لاأسرى بقيود لا داعي لها يفرضونها هم على أنفسهم.

والسر في ممارسته يومياً للمبادئ التي يؤمن بها, وفي نكرانه لذاته, فقد كان يعتبر نفسه واحداً من المجاهدين. والسر في اتزانه بين العقل والإيمان, وبين العقيدة والثورة. والسر في معركة يعبد التي خرجت عن إطار (معركة), لتصبح مقدمة الثورات المسلحة ضد بريطانيا والصهيونية معاً, على أرض فلسطين.

والسر في فلسطين التي لم تميز بين فلسطيني وعربي آخر, أو إنسان آخر, فكل من أحب فلسطين أحبه الفلسطينيون.

والسر في الأحزاب والتنظيمات الفلسطينية على اختلاف عقائدها, فكلها تستلهم القسّام, سواء أكانت عروبية أو إسلامية أو يسارية.

مازلنا جميعاً بحاجة إلى القسّام, وما زال القسّام بحاجة إلينا. ومازالت الكتابة عن تاريخ فلسطين لم تكتمل بعد.

======================================= ابو حبيبه العتمونى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://apoismail.yoo7.com
 
الشيخ عز الدين القسام.. لماذا الإجماع على قيادته?.... الجزء الثانى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ابو اسماعيل المصرى :: الفئة الأولى :: منتدى ابوحبيبه :: القسم السياسى :: شخصيات سياسيه-
انتقل الى: